أكد الدكتور محمد الكعبي ، رئيس الشؤون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، على ضرورة تعميق الروابط الأخوية وتعزيز العمل المشترك بين إدارات الشؤون الدينية حول العالم لمواجهة التحديات الهائلة التي يعاني منها النظام الديني والإنساني والأخلاقي. مؤكدا أن بلاده تقف مع المملكة العربية السعودية لاحتواء هذه التحديات بالحكمة والحوار.
وقال الكعبي – في كلمة ألقاها في المؤتمر الإسلامي العالمي “الاتصال والتكامل” الذي عقد في مكة المكرمة – إن المؤتمر الإسلامي يأتي في خضم تحديات كبيرة ومحددة تعصف بمنظومة القيم الإنسانية التي دعا إليها الرسائل السماوية الخالدة والمقبولة من قبل العقول السليمة والموافقة عليها من قبل البرامج التربوية الوطنية ، وأهمها قيم الإيمان ، حيث تتنازعها التيارات التي لا تؤمن بوجود خالق الأكوان ، بل بالأحرى السخرية. جميع الأديان تدعو إلى التمرد على تعاليم السماء وتحريض على عبادة الأهواء.
وأضاف رئيس الشؤون الإسلامية بدولة الإمارات ، أن القيم الأسرية تتعرض لتحديات حاسمة في بنيتها التكوينية الهادفة إلى الخروج عن المفهوم الفطري للزواج بين الرجل والمرأة وإثارة الشهوات وتهديد الأبناء.
وأشار إلى أن قيم الوسطية والتسامح تتعرض لتحديات فكرية وسلوكية تفرضها تيارات الإسلام السياسي التي تختطف المفاهيم الإسلامية الراقية وتجلب النصوص الدينية للتفسيرات المتطرفة التي تغسل عقل أتباعها وتحرضهم على ذلك. العنف والإرهاب وإنكار أوطانهم ومجتمعاتهم تحت شعارات مغرية ومضللة أدت إلى تحريف مبادئ التسامح في الدين الإسلامي الصحيح. انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا والجماعات اليمينية المتطرفة التي تنال من حرمة المسلمين ونسخ من القرآن الكريم.
وأشار الكعبي إلى أن هذا المؤتمر فرصة ثمينة تتطلب العمل معا لتعميق أواصر الأخوة وتعزيز العمل المشترك ودعم التنسيق والتعاون لتحقيق التكامل بين إدارات الشؤون الدينية لتحقيق رؤى سامية على جميع المستويات ، مؤكدا أن بحاجة إلى بذل كل جهد ممكن لحماية القيم الدينية والأخلاقية والحفاظ على الأسرة وتماسكها.
وشدد على ضرورة تطوير آليات التعاون المشترك في مجال الشؤون الإسلامية والدينية ، ومد الجسور بين الثقافات والحضارات ، وتقوية الروابط التي توحد الشعوب ، وتبادل الأفكار والخبرات في مجال تعريف الإسلام وبيان فضائله ، التسامح والقيم الحضارية ، بما يدل على الاعتدال والتسامح والتعايش ، وبما يساعد على تحصين المجتمع ضد أيديولوجية التطرف. الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية