مصرف لبنان يحذر من تعريض الدولة للعزل عن النظام المالى الدولى بسبب التجاذب السياسى

قال حاكم مصرف لبنان بالوكالة وسيم المنصوري إن تأخير إقرار قوانين الإصلاح يؤدي إلى نمو الاقتصاد النقدي، ما يؤثر سلبا على الاستقرار الاقتصادي السليم والمستدام ويعرض لبنان لخطر العزلة عن العالم الدولي . وأكد أن ذلك كان له أثر سلبي كبير على الاقتصاد وحياة المواطنين ومستقبل القطاع المصرفي، وحذر من مخاطر تعريض لبنان للعزلة عن النظام المالي الدولي إذا استمر هذا الذي وصفه بالركود و ولم يتم إقرار القوانين المطلوبة، داعية القوى السياسية والكتل النيابية إلى إخراج السلطة النقدية واحتياجاتها من أي تجاذب سياسي.

ودعا إلى الإسراع في إقرار قوانين مراقبة رأس المال وإعادة التوازن المالي وقانون إعادة هيكلة البنوك، مستنكرا ما وصفه بالفشل خلال السنوات الأربع الماضية منذ اندلاع الأزمة في إقرار القوانين التي تشكل المخرج الوحيد للأزمة. لبنان من الأزمة المالية غير المسبوقة التي يعيشها.

وشدد على أن مصرف لبنان مستعد لتسخير كافة طاقاته، بما في ذلك التفرغ، من معلومات وأرقام وخبرات وطاقم إداري، لتطبيق هذه القوانين يوميا خلال الجلسات النيابية المتعاقبة، إذا لزم الأمر.

أبدى حاكم مصرف لبنان نيابة عنه أسفه لعدم إحراز تقدم نحو إقرار أي من القوانين التي تم تحديد مهلة لها 6 أشهر، مؤكدا أن الوضع النقدي لا يحتمل المزيد من المماطلة معتبرا أن أسوأ ما يواجه الوضع الحالي هو غياب الحد الأدنى من التوافق السياسي.

وشدد على ضرورة عقد جلسات تشريعية متتالية لإقرار كافة القوانين الإصلاحية اللازمة بشكل عاجل، موضحا أن استقرار سعر الصرف، في ظل الأوضاع العامة والانقسامات السياسية الحادة، والشائعات المختلفة، ليس من قبيل الصدفة. بل نتيجة تعاون بين البنك المركزي والحكومة ووزارة المالية، وأشير هنا إلى جهود السلطات والأجهزة القضائية والأمنية التي تعمل بشكل مستمر على منع المضاربين من التلاعب بسعر الصرف.

وقال حاكم مصرف لبنان بالوكالة: “طالما أن جميع القوى السياسية تعمل لمصلحة لبنان، وبما تراه مناسباً له وله، وإذا كان هناك موضوع تتفق عليه جميع الكتل النيابية فهو مسألة الحفاظ على أموال المودعين والعمل على إعادتها، والحفاظ على الموظف العام واستقرار حياته، والحفاظ على الأمن واستقرار سعر الصرف.

وشدد على أن مصرف لبنان لن يغطي العجز عن طريق إقراض الحكومة سواء بالليرة اللبنانية أو العملات الأجنبية، موضحا أن تغطية العجز تتطلب أن يتم ذلك من خلال تفعيل جباية الإيرادات، والتوزيع العادل للضرائب، وتوسيع نطاق دافعي الضرائب. شريحة وفتح جميع دوائر الدولة وخاصة مراكز الميكانيكا والخدمات العقارية. السيطرة على منافذ الدولة والحدود القانونية وغير الشرعية.

قال حاكم مصرف لبنان بالوكالة وسيم المنصوري، إن الاستقرار النقدي مستمر في التدخل في السوق بالاتفاق بين وزير المالية وحاكم مصرف لبنان، مؤكدا أن هذا التدخل في الشهر الماضي لم يكلف أي مبلغ. احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، تشير إلى تقلص المعروض النقدي بمقدار 2 تريليون جنيه، ليصل حتى الآن إلى 59.9 تريليون جنيه.

وأكد أنه تم الاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية على أن يكون الاستقرار النقدي أولوية في هذه المرحلة الدقيقة، موضحا أن رواتب القطاع العام ستصرف هذا الشهر بالدولار الأميركي بسعر 85500 ليرة لبنانية. دولار واحد. وذلك من أجل الحفاظ على هذا الاستقرار النقدي، لأن قيمة الأجور تبلغ سبعة تريليونات ليرة لبنانية.

وأشار المنصوري إلى أنه في حال دفع الرواتب بالليرة اللبنانية فإن ذلك سيؤدي، في ظل غياب قوانين الإصلاح المطلوبة والإجراءات الحكومية، إلى الضغط على سعر الصرف، لافتا إلى أنه بهذه الطريقة يتم ضخ كتلة من النقد بالدولار إلى السوق. من خلال الأموال العامة. موظفو الصناعة الذين يساعدون في التحكم في سعر الصرف بدلاً من الضغط عليه.

وأضاف أنه تم الاتفاق على ضمان احتياجات الجيش والقوى الأمنية، دون المساس باحتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية، موضحا أن المشكلة تكمن في احتياجات مؤسسات الحكومة الأخرى لتحويلها الليرة إلى دولارات، مثل شركة كهرباء لبنان ووزارات الاتصالات والصحة والأشغال العامة والخارجية والتعليم.

Scroll to Top