من المساعدات إلى الحقوق.. التفاؤل يغلف ملف التمويل بـCOP28

في بداية قمة “كوب 27″، ساد التفاؤل بعد أن تمكنت الرئاسة المصرية من إجراء مفاوضات مضنية لوضع “الخسائر والأضرار المالية” على جدول أعمال القمة.

وبينما وصف إدراج هذه القضية على جدول أعمال المؤتمر في حينه بأنه نجاح في حد ذاته، أعلن الناشطون البيئيون حينها أنهم لن يبالغوا في الاحتفال بهذا التقدم قبل التحقق مما أسموه “جودة التمويل”. ”

ورأى هؤلاء الخبراء أن معظم التمويل المنصوص عليه في ملف “التكيف مع المناخ” كان على شكل قروض ومساعدات، وأن هذا نموذج تمويلي لا ينبغي أن يتكرر مع موضوع “تمويل الخسائر والأضرار”. والتي يجب أن تنتقل من المساعدات إلى الحقوق.

وانتهت قمة “كوب 27” باتفاق مبدئي على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار، دون الاتفاق على طبيعة هذا الصندوق وآليات التمويل التي سيوفرها، والتي ينبغي، بحسب الخبراء، أن تنتقل من المساعدات إلى الحقوق.

وقال محمود الشرقاوي، أستاذ علوم البيئة بجامعة المنوفية المصرية، لـ”العين الإخبارية”: “نرى أن الظروف مناسبة لتكون القمة (COP 28) المكان المناسب لإقرار التفاصيل التي توفر آليات التمويل من خلال هذا الصندوق، مشدداً على أن تمويل الخسائر والأضرار ليس إعانة أو مساعدة لأحد، بل هو حق من حقوق الإنسان”.

ويضيف: “بينما يشير تمويل الخسائر والأضرار إلى التكاليف التي تتكبدها الدول الفقيرة نتيجة للظواهر الجوية القاسية أو التأثيرات المناخية، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والتي تحدث بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الانبعاثات من الدول المتقدمة، ثم ولا يصح أن تكون هذه الدول مسؤولة عن هدم بيوت الفقراء وإجبارهم على الهجرة ثم منحهم قروضاً لمواجهة مشكلة ليسوا مسؤولين عنها.

وقد واجهت أكثر من دولة في العالم عواقب قاسية لتغير المناخ، مما خلق أجواء مواتية لاعتماد آليات تمويل عادلة في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، كما أكد الشرقاوي.

وفي شهر مارس الماضي، تعرضت موزمبيق لإعصار فريدي المدمر الذي سجل رقما قياسيا من حيث المدة والشدة، وتعاني منطقة القرن الأفريقي والساحل من الجفاف المستمر، وواجهت بنجلاديش وباكستان وفيتنام الفيضانات، وغرقت البلاد بأكملها. التي ضربها إعصار فريدي. وقد أسفرت هذه الأحداث عن خسائر في الأرواح ودمار، وهذه الدول هي الأكثر تضرراً. ومن بين التغيرات المناخية، غالبًا ما تكون هذه التغيرات هي التي تساهم بأقل قدر في انبعاثات غازات الدفيئة.

وإلى جانب هذه الأحداث المناخية المتطرفة، التي تخلق مناخا ملائما لتمويل المناخ الجيد، هناك بعد قانوني، ذكره محمد شوكت، أستاذ علوم البيئة بجامعة عين شمس في مصر.

أما البعد القانوني فيتمثل في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في مارس/آذار من هذا العام قرارا “تاريخيا” يجب بموجبه على محكمة العدل الدولية أن تبدي رأيها في “واجبات الدول” في مجال المناخ. فعل. الاحماء.

وقال شوكت لـ«العين الإخبارية»، إن «هذا القرار جاء بعد صراع قادته دولة (فانواتو) الجزيرة ومبادرة شبابية في المحيط الهادئ، منذ عام 2021، ومن المتوقع أن يكون لها صدى في نقاشات التمويل، ويمكن أن تؤدي إلى عدالة مناخية أكبر.”

Scroll to Top