مثل ملايين اليمنيين الآخرين، تواجه أم رامي محمد (40 عاماً) المجاعة هي وأطفالها الأربعة بعد انقطاع المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة لأكثر من شهرين.
تعيش أم رامي في منزل متهالك وسط مدينة تعز اليمنية، تستأجره مقابل نحو 25 دولاراً. وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت على المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، الذي أعلن مؤخراً عن تخفيضات في المساعدات الغذائية.
وقالت المرأة اليمنية لـ”العين الإخبارية” إنها تعتمد على المساعدات الإنسانية لإطعام أطفالها الأربعة، إلا أن تلك المساعدات انقطعت منذ نحو شهرين، ما دفعها لشراء الدقيق بالكيلو، لكنه بالكاد يكفي لسد احتياجات أطفالها . جوع.
وأضافت: “هذا العام أيضاً لن أتمكن من دفع الأطفال للدراسة لأنني غير قادرة على إطعامهم وتزويدهم بالمستلزمات المدرسية والمصاريف اليومية، فنحن نعيش تحت خط الفقر”.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن، منتصف الشهر الجاري، أنه يواجه أزمة تمويل خطيرة لعملياته الإنسانية، ما سيضطره إلى اتخاذ قرارات صعبة للغاية فيما يتعلق بتخفيض إضافي للمساعدات الغذائية التي يقدمها، بدءاً من نهاية سبتمبر المقبل.
ويأتي خفض مساعدات برنامج الأغذية العالمي، خاصة في محافظة تعز، بعد أسابيع من اغتيال رئيس المكتب الميداني لبرنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي في محافظة تعز على يد عناصر إرهابية، ما أدى إلى تعليق المساعدات عن البرنامج.
الوضع كارثي
وصف مسؤول إنساني حكومي يمني، وضع بعض الأسر اليمنية بـ”الكارثي” بعد تعليق مساعدات برنامج الغذاء العالمي في تعز، مشيراً إلى أن أكثر من 137 ألفاً و720 أسرة مهددة بالمجاعة.
وقال المدير التنفيذي للجنة الفرعية للإغاثة في تعز، محمد عبدالله، لـ”العين الإخبارية”، إن سكان المحافظة المحاصرة من قبل الحوثيين منذ 9 سنوات، يعيشون وضعاً مزرياً، خاصة بعد توقف برنامج الغذاء العالمي تعليق المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر تضرراً، والتي تعيش في المرحلة الرابعة من نقص الغذاء: الأمن الغذائي، وهي مرحلة الطوارئ.
وأضاف: “إذا لم يستمر البرنامج في تقديم هذه المساعدات الإنسانية فإن هذه الفئة ستقع في المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي وهي المجاعة”.
وأوضح أن “برنامج الغذاء العالمي كان يقدم مساعدات إنسانية لأكثر من 137 ألف أسرة في محافظة تعز، في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية فقط. وتتلقى هذه المناطق مساعدات إنسانية، وهي الآن متضررة ويعيش سكانها وضعاً كارثياً”. “.
وأوضح أن “العدد الإجمالي للعائلات المستفيدة من المساعدات الإنسانية هو 137,720 عائلة، وهي العائلات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد وهي في المرحلة الرابعة من نقص الغذاء في حالات الطوارئ”.
وأشار إلى أنه في ظل استمرار تعليق هذه المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي، فإن هذه الفئة ستندرج في المرحلة الخامسة وهي مرحلة المجاعة، ما يعني الدخول في وضع كارثي يصعب السيطرة عليه.
ودعا المسؤول الإغاثي برنامج الغذاء العالمي إلى قيادة عملية صرف المساعدات الإنسانية الموجودة حاليا في المستودعات، فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدات، باعتبار أن هذه الفئات هي الأكثر تضررا والأشد فقرا.
وقال: “إن أهالي تعز يعيشون وضعاً مزرياً، خاصة في هذه المرحلة، بعد اغتيال “مؤيد حميدي”، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز. وأدى هذا الحدث إلى تعليق المساعدات الإنسانية من البرنامج. وبالتالي تأثر السكان بهذا الحكم.
وأشار إلى أن استمرار البرنامج في التوقف سيؤدي إلى مجاعة في محافظة تعز، الأمر الذي يتطلب استمرار إيصال المساعدات خاصة في مستودعات كافة نقاط التوزيع في المناطق الشرعية.
4 ملايين يمني على حافة المجاعة
ويتلقى حالياً حوالي 13.1 مليون شخص في اليمن حصصاً غذائية في إطار البرنامج العام للمساعدات الغذائية، وهو ما يعادل حوالي 40% من عناصر السلة الغذائية القياسية.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه في ظل غياب تمويل جديد، فإنه يتوقع تضرر نحو 3 ملايين شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ونحو 1.4 مليون شخص في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية.
وأضاف في بيان أن البرنامج لديه حاليا موارد كافية لمساعدة 6.6 مليون شخص في المناطق الشمالية من البلاد و2.2 مليون شخص في المناطق الجنوبية من البلاد.
وقال ريتشارد ريغان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن: “إننا نواجه وضعاً صعباً للغاية يتعين علينا فيه اتخاذ قرارات بشأن توفير الغذاء للجياع لإطعام من هم أكثر جوعاً”.
“A l’heure où des millions de personnes dépendent encore de nous pour leur survie, ce n’est pas une décision facile à prendre car nous sommes pleinement conscients des souffrances qu’entraînera une telle réduction de l’aide”, a-t -يضيف.
ولضمان حصول الأسر الأكثر ضعفا واحتياجا على المساعدة، سيطلق البرنامج نشاطا تجريبيا لخطة إعادة الاستهداف والتسجيل في مناطق شمال البلاد، ابتداء من سبتمبر المقبل، على أن يتم التنفيذ بشكل كامل اعتبارا من أكتوبر، فيما تجري العملية حاليا ويجري تنفيذها بشكل كامل واستهدافها وتسجيلها في مناطق تقع جنوب البلاد، بحسب المصدر نفسه.